منظمة فخر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

معاناة المثليين بمصر

اذهب الى الأسفل

معاناة المثليين بمصر  Empty معاناة المثليين بمصر

مُساهمة من طرف Nora Sinno الثلاثاء يوليو 10, 2018 12:00 pm

١ / ٨ / ٢٠١٦ م
سعداوى ..
شاب فى مقتبل العمر جاء من أقصى بلاد الصعيد الى مدينة الزحام " القاهرة " ليبحث عن عمل ، فى يوم بارد روتينى فى مقر عملى يطرق باب المكتب ويدخل سعداوى شاب قمحى البشرة متوسط الطول بشوش الوجه يبدأ بالتعريف بنفسه قائلآ " ازيك انا سعداوى موظف البوفيه الجديد تؤمرنى بأى حاجة ؟ " اجبته بأبتسامة مصطنعة رتيبة مرددآ لا شكرآ يا سعداوى واتمنى تكون مبسوط معانا هنا ثم غمست رأسى فى كومة الأوراق الغارق بها مكتبى لأكمل عملى ومن ثم بدأ يدور على مكاتب زملائى فى العمل ليسألهم ما ان كان احدآ منهم يريد شيئآ ولفت نظرى ان سعداوى مشيته ليست طبيعية او ليست كالمعتاد انه يأرجح فخديه بطريقة ملفته ودائمآ يداه مرفوعتان بعض الشئ مع انحناء اطراف اصابعه ، يوم تلو الأخر ويتعرض سعداوى لتنمر شديد بسبب ذلك وايضآ بسبب مضغه للعلكة بطريقة مفتعلة بعض الشئ ، ولكن ابهرهنى صمود سعداوى ومقابلة كل هذا الكم من التنمر بالإبتسامة والضحك ، كان أيضآ قد انتشر انه على علاقة بسائق سيارة نقل تابعة للشركة
فقررت اقتحام حياته عندما قابلته بعد انتهاء العمل على إحدى المقاهى ، وسألته بشكل صريح هل انت مثلى الجنس ؟ لم يتردد بالإجابة " نعم " لانه كان يثق بى ويحبنى لدفاعى المستمر عنه فى العمل
سألته مرة اخرى ان شخص بتركيبته الجسدية هذه من المستحيل أن يعيش فى بلاد الصعيد يومآ واحد دون ان يقتلوه ؟ اخذ نفسآ عميقآ وكأنه يحاول نفض شيئآ ما كبيرآ من على صدره ليتمكن من التكلم ، اخذ رشفة من كوب الشاى متبعآ ذلك قائلآ " بص يا سيدى انا جاى من الصعيد هربان بعد سنين وسنين عذاب هناك ، من حبس وضرب وسلخ بماية سخنة لرمى فى مصحات نفسية بالشهور وانا جاى القاهرة وعارف انهم ممكن يلاقونى فأى وقت ويقتلونى انت متعرفهمش دول زى الشياطين " اتبع ذلك صمت مفاجئ من سعداوى ثم انفجر فى البكاء وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة وكأنها استغاثة او لوم ولكنها بدت لى كرثاء للنفس ولروحه .. قمت بتهدأته ومسحت على رأسه بيدى كأيحاء منى بأنى لن اتركه وحده ، ثم سألته عن علاقته بالسائق فاجاب بأن الكلام صحيح وانه على علاقة به وان مشيته دى مش دلع ولا مرقعة ولكنها طبيعة جسده ، بعد مرور إسبوع تقريبآ لم يأت سعداوى العمل كعادته فالصباح فسألت عنه فقال زميلى ان المدير قام بفصله تقريبآ بسبب سلوكه ذلك وانه لا يليق بالشركة شخصآ كهذا ، انتابانى الحزن كثيرآ وتذكرت كلام سعداوى فى إحدى المرات بأنه يعرف ان الحياة لن تدعه يعيشها كباقى البشر وسينتهى به المطاف إما منتحرآ او مقتولآ اذا عثر أهله عليه ، لم اتذكر اننى عشت حالة كهذه من الحزن ، قلبى كاد أن ينفجر من فرط الحزن ، من قلة حيلتى وعجزى عن مساعدته ، لم استطع حتى العثور عليه عن طريق هاتفه الذى اغلقه وحتى وقتنا هذا اقوم بالإتصال على هاتفه لعله يجيب ولكنه كما العادة مغلق ، لا أصلى كثيرآ ولكن اذا صليت أدعو له كثيرآ أن يكون بخير
أمثال هؤلاء لا يستحقون الموت ، فهم محاربون خاضو كثيرآ من المعارك التى لا يقوى على خوضها الكثير ولا يجب أن تكون نهايتهم مأساوية أبدآ
سعداوى
السلام عليك اينما وجدت والسلام على روحك أينما ذهبت ..
Nora Sinno
Nora Sinno

المساهمات : 42
تاريخ التسجيل : 05/07/2018
العمر : 24

https://fakhr30.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى